إذا كُنت تنظر إلى أزمة كورونا على أنها فاجعة الإنسانية الكبرى وهي كذلك. وأنها الخراب الأعظم على اقتصاديات العالم في مُختلف البلدان وهي أيضًا كذلك. إلا أنه هناك قطاعات عديدة استفادت بشكل كبير من هذه الأزمة. فأصبحت التهديدات فُرصًا لها، ومواطن الضعف هي مكمن قوتها وكل سلبيات الإقتصاد مُجتمعة هي أهم إيجابيات هذه القطاعات وأعظمها شأنًا.
قطاع المنظفات
ومن البيديهات أن تُصبح صناعة المنظفات هي الأكثر رواجًا خلال أزمتنا هذه. حيث تؤكد منظمة الصحة العالمية مرارًا وتكرارًا على ضرورة تنظيف الأسطح بشكل مستمر. وأهمية استخدام المنظفات ومعقمات الأيدي والكمامات والقفزات والمناديل الخ. حتى بدأ الناس في كافة أنحاء العالم إلى شراء مثل هذه المنتجات بقوة. وغيرها من المنتجات المُطهرة والكحول والمنظفات والمستلزمات الطبية وغيرهم. فزادت نسبة استخدام معقم اليدين من ديسمبر 2019 إلى يناير 2010 لأكثر من 1400% في بلدان العالم المختلفة.
وارتفعت مبيعات شركات مثل كلوركس Clorex مثلا وبيرول Purell للمنظفات بشكل أكسبهم ملايين الدولارات. وكذلك زادت أرباح شركات مثل Top Glove للقفازات الطبية وهي شركة ماليزية شهيرة. وارتفعت أسهم شركة موديرنا Moderna فقط لأنها أعلنت إجراء اختبارات للقاح جديد ضد فيروس كورونا المستجد.
قطاع الترفيه
وبسبب لجوء معظم حكومات العالم المختلفة إلى اتخاذ إجراءات مثل حظر التجول ومنع كافة التجمعات وإجبار الناس بشكل أو بآخر سواء ببعض القوانين أو حتى من خلال التوعية حتى بدأ الناس بالتعود على فكرة الحجر الصحي في المنزل والبقاء وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، هنا بدأ الناس يتجهون بشكل أو بآخر إلى الانترنت ومشاهدة مواقع وتطبيقات رغبة في الترفيه، هنا كانت الفرصة لتطبيقات مثل Netflix مثلا والتي ارتفعت أسمها الشركة في البورصة بشكل كبير جدًا وذلك بسبب لجوء أغلبية الناس إلى مشاهدة المسلسلات والأفلام على المنصة الشهيرة.
استفادت أيضًا منصة Shahidالعربية من أزمة كورونا وارتفع عدد المشتركين العرب بشكل كبير. واستغلت شاهد الفرصة أيضًا بعمل عروض وخصومات وشهر مجاني وذلك لجذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين. ولتحقيق أكبر استفادة مادية ممكنة خلال هذه الأزمة.
قطاع الاتصالات والتواصل الاجتماعي
لا يخفى على أحد لجوء معظم الشركات إلى العمل أونلاين. لذا كان لزامًا عليهم محاولة توفير وسائل تواصل مناسبة مع فريق العمل. خصوصًا إذا كانوا من أماكن متفرقة، فكانت الفُرصة سانحة تمامًا لبرامج تصلح لهذه المهمة وللتواصل بين أفراد الشركة بشكل سلسل ومنظم مثل تطبيق Slack أو Asana والذي ازداد عدد المشتركين بهم بشكل كبير جدًا وملحوظ، واستفاد تطبيق Zoom أيضًا من الأزمة والذي تستخدمه الشركات لعقد الاجتماعات حيث زاد عدد مستخدمين تطبيق زوم لأكثر من 2 مليون مُشترك جديد خلال أشهر الأزمة القليلة الماضية وارتفعت أسهم الشركة بنسبة 50% منذ نهاية شهر فبراير فقط.
التجارة الالكترونية والمُستلزمات الرياضية
بسبب تقيد حركة الناس وحظر التجوال ولجوءهم بشكل كبير إلى الانترنت أدى هذا كله إلى ارتفاع عمليات الشراء عبر الانترنت بنسبة تخطت الـ 20% حيث زادت أرباح شركات مثل Amazon و Souq.com وجوميا وغيرهم من مواقع الشراء المماثلة، ولكن المُلاحظ أيضًا لجوء عدد كبير من الناس إلى شراء المستلزمات الرياضية لاستخدامها في المنزل، فزادت أرباح شركة بيلتون Petlton الشهيرة والمتخصصة في صناعة دراجات التدريب المنزلي وهذا بسبب إغلاق الأندية وصالات الرياضة واعتكاف الناس في المنازل.
السوبرماركت ومتاجر البقالة
الخوف الشديد من المُستقبل ومن استمرار هذه الأزمة جعل الناس يلجأون إلى الإقبال الشديد للحصول على السلع الغذائية الأساسية والمنتجات المعلبة فازدادت مبيعات متاجر البقالة والسوبرماركت مثلا خصوصًا أن الحظر والإغلاق لا يشملهم، أدى هذا إلى ارتفاع الأسعار لبعض السلع بسبب الإقبال غير الطبيعي على هذه المنتجات.
رغم ما لأزمة كورونا من تداعيات سلبية على الإقتصاد في كل دول العالم بلا شك لا يمكن حصرها خصوصًا إذا استمرت لا قدر الله لفترة أطول إلا أنه هناك صناعات كثيرة استطاعت أن تستفيد وتزدهر خلال الأزمة وصناعات وشركات أخرى قامت ببعض الإجراءات التي مكنتها من مواجهة أزمة كورونا ووضعها في مكان يسمح لها بالاستمرار.
شركة “بناء” لدراسات الجدوى تقدم لك مع مجموعة من الخبراء و الاستشاريين دراسات جدوى إحترافية للمشروعات الاستثمارية، تواصل الآن مع فريق “بناء” لدراسات الجدوى.
